بسم الله الرحمن الرحيم
عاجل : اكتشف ما حولك ..
إليكم - أيها الإخوة والأخوات زوّار هذا - المنبر المبارك - إليكم هذا الخبر العاجل والمهم ، سطَّرته بأسلوب المقال وهو ما يحكي الحال الذي نعيشه ، وخشية المآل الذي سنسير إليه .
إذا كنت ـ أخي القارئ ـ يوماً منهمكاً في التفكير الطويل في بحثٍ علمي أو اختراع أو تخطيطٍ لزيادة أرصدتك أو التوسع في امتلاك أكثر عدد ممكن من الأراضي وغير ذلك ..
وأنت على تلك الحال إذ مَرَّ عند باب بيتك مجموعة مِن الصبية وحصل منهم الإزعاج والتخريب جراء كثرة اللعب والمزاح ، وقد يستمر ذلك منهم كل ليلة ؛ الأمر الذي جعلهم يُشَوشُون عليك ويُفسِدوا عليك بُنَيّاتِ أفكارك ، فكيف تستطيع التخلص من هذه المشكلة وحتى تواصل تفكيرك لتحقيق إنجازٍ ونجاحٍ لمشاريعك ؟
الفكرة بسيطة إذا حَكَّمت عقلك وجلست تُفَكِّر بجدّية وجمعت مَن تثق بعقليتهم وليكونوا بمثابة المستشارين لإيجاد الحل المناسب ، دون أن تَخرُجَ عليهم بعنجهية وعصبية ، تضرب هذا وترمي هذا وقد تؤذي أحداً منهم إيذاءاً قد يجُرُّ إليك المتاعب ، وحتماً سيعودون ثانية لاستفزازك وإيذائك مِن جديد ، وقد تخسر زجاجاً لبيتك أو سيارتك أو .. أو .. أو.. وأقلُّها أنك أضعت وقتك !
لا .. لا .. الحل هو بعد الاجتماع الذي طال وقته كثيراً أن تُشغِلَهُم بما يسلُبُ عُقُولَهم ، وبشيء أو أشياءٍ تُلهيهم عنك ـ بالضبط كما فعلت مع طفلك الصغير عندما تعطيه ( اللهاية ) حتى يسكت عن بكائه ، وحتى لا يأتي عليهم يومٌ فيصحون ويُفَكِّرن تفكيرك ، بل وقد ينافسونك في مشاريعك ..
نعم .. هكذا هم الدول العُظمى - كما يُسَمُّون أنفسهم - وهكذا هم دول التقدُّمِ والحضارة - كما يزعُمون - وهكذا هم دول الكفر قاطبة ، يعقِدون المؤتمرات والإجتماعات ، ويحيكون المؤامرات تلو المؤامرات ، يجتمعون بقساوستهم ورهبانهم ومثقفيهم ويسعون جاهدين جادين ؛ في تحقيق مخططاتٍ طالما حاولوا إنجازها والوصول إليها ، والتي في مقدمتها القضاء على الإسلام وأهله .. ( ودَّ الذين كفروا لو تغفُلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة .. ) النساء.
كان أهل الكفر في ذلك الوقت يريدون أن يجدوا من النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه غفلة عن أسلحتهم ، وأمّا كُفَّار اليوم فلا يهمهم وجود السلاح مع المسلمين إذا غابت العقول والقلوب عن ربها وعقيدتها ..
لأنهم يُريدون مِن إضلالهم أن يأتي يومٌ وهم بأسلحتهم أذلاَّء ، ليس منهم خوف ولا مهابة ، وهو مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح أبي داود عن ثوبان - رضي الله عنه - قوله عليه الصلاة والسلام : ( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها .. فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن . فقال قائل : يا رسول الله ! وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت )
لقد استيقظوا يوم نمنا .. وجدّوا يوم لَهَوْنا ، بل وعرفوا مِن أين تؤكل الكتف ، فصَبُّوا جُهدهم على أبناء وبناتِ المسلمين ، على الشباب والشابَّات ، وجعلوا يُقَرِّبون منهم ما يجعلهم يلهون به وينشغلون به عن التفكير والوصول إلى ما فيه عِزّهم ونهضتهم والارتقاء إلى معالي الأمور ..
يقول الشيخ موسى الإبراهيم في كتابه ( ثقافة المسلم بين الأصالة والتحديات ) : ( .. بعد أن نُكِبَت أمتنا الإسلامية بسقوط الخلافة ، ثمَّ تسلط الإستعمار على معظم ديار المسلمين ، كان مِن أولويات اهتمامهم غزو أفكار المسلمين وغسيل عُقُولهم بالثقافات والمعارف المختلفة والمنحرفة والمتناقضة مع أُصولهم ومبادئهم الإسلامية ..
وقد عَمِلوا على هذا المخطط ، وسيطروا مِن أجل ذلك على أخطر مراكز التوجيه في العالم الإسلامي ممثلة في المؤسسات التعليمية.. والمؤسسات الإعلامية ، فكانت معظم المناهج في البلاد الإسلامية توضع تحت إشراف وتوجيه المستعمر حتى إنَّ { دنلوب } الإنجليزي مستشار وزارة المعارف المصرية ، صرَّحَ بقوله : سنعمل على تخريج جيل في مصر لا يعرف عن الإسلام إلا الشبهات ... ) ص23..
إننا لا نعيب الرياضة ، ولا فنون الشِّعر وعموم الثقافة .. ولكنَّ المؤلم والذي يجلب الحسرة أن يَنصَبَّ فكر وعُقول وتوجهات رجالات الإسلام ونسائهم إلى ما هو أمرٌ ثانوي يقال عنها ( الهواية ) وليس ( الغاية ) ويكون هو أكبر همهم ومنتها آمالهم وتطلعاتهم ..
وإنه بمرور الزمن وتَقَدُّمِ العصور والمسلمون في تلك الأحلام التافهة ، تكون عقول أعداء الإسلام تسرح وتحلمُ بالصعود إلى عالم الفضاء .. ووصلوا ، وأن يسيطروا على العالم .. وسيطروا ، وأن يُوسِّعوا في أراضيهم .. وفعلوا .. ، وأن يمتلكوا أكبر ترسانة حربية .. وامتلكوا .. ( ولا يزالون يُقاتلونكم حتى يرُدُّكم عن دينكم إن استطاعوا .. ) البقرة .
أمّا نحن فتنكست عندنا الأحلام إلى : مَن الذي يُحقق أجمل أغنية أو من هو أفضل نجم كرة ، أو مَن الذي يَظهرُ إلى الناس بأجمل تسريحةٍ لشَعره ، وأفضل بنطالٍ يلبسه ، حتى وصل بهم الحد إلى أن تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ، وآخرون يسعون إلى الظهور في عالم الفن والفسوق ، وغيرهم يبحث في هيامٍ عن سيجارة أو حبة حشيش أو رأسٍ لشيشة حتى يُكيّفَ مزاجه .. وإلى غيرها مما يخجل الإنسان إلى ذكره كان هناك مَن يتسابق إليه مِن أبناء المسلمين ..
أنظروا إلى أي منزلقٍ وصلنا ، وإلى أي منحدرٍ نزلنا ، وفي أي قعرٍ قعدنا ، بعد أن وصل أسلافنا إلى قِممِ الجبال وناطحوا بِرؤسهم السحاب .. فشتان بين الثرى والثريّا ..
مؤامرة تدورعلى الشبابِ ليُعرض عن معانقة الحِـرابِ
مؤامرة تدور بكـلِّ بيتٍ لتجعـله ركامـاً مِـن تـرابِ
مؤامـرة تقول لهم تعالوا إلى الشهوات في ظلِّ الشرابِ
مؤامـرة مراميها عِظـام تُدبرهـا شـياطـين الخرابِ
شـيوعـيون جذرٌ مِن يهود صليـبـيون في لؤم الذئابِ
تَفـَرَّقَ شمـلهـم إلا عليـنا فصرنا كالفـريسة للكلابِ
على الشباب المسلم أن يكون على صلة بربه ، وأن يستيقظ من غفلته ، وأن يُمعن النظر فيما يُحاك ويدبر له ، وعلى الآباء والمربين أن يعوا حقيقة ما يدور من حولهم ليصحوا وينتبهوا فيُحسِنوا التربية لمن تحت أيديهم ، ويُوجهوهم أحسن توجيه ، وعندها حتماً سنكتشف الحقيقة وما غاب عنَّا مِن سنين..
ويحسن بنا أن نسوق بعض كلام أعداء الدين من المنصّرين ضمن مخططاتهم في العالم الإسلامي - مِن نفس المرجع السابق - :
- يقول المبشر جون تاكلي : يجب أن نُري هؤلاء الناس أنَّ الصحيح في القرآن ليس جديداً وأنَّ الجديد فيه ليس صحيحاً.
- ويقول غلادستون ـ رئيس وزراء بريطانيا ـ : ما زال هذا القرآن موجوداً في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق ، ولا أن تكون نفسها في أمان.
- ويقول المبشر وليم جيفورد : متى توارى القرآن ومدينة مكة من بلاد العرب يمكننا حينئذٍ أن نرى العربي يتدرج في طريق الحضارة الغربية ، بعيداً عن محمد وكتابه . صلى الله على محمد ..
- ويقول الحاكم الفرنسي في الجزائر بمناسبة مرور مائة عام على احتلال الجزائر : يجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم ، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم حتى ننتصر عليهم.
( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ) الصف.
الشيخ / جمال بن عبدالله العُمري الزهراني